نحن لا يمكننا ان نفهم ما لا ندرك والذى قد يكون مثير لأستغراب لدى البعض هو ان قاموس الكلمات التى نعرفها (اللغة التى نتكلمها) وقدراتنا على الوصف بها هى ما نطلق عليه الإدراك وبالتبعية فهم.

لماذا اللغة العربية ؟

يذكر الدكتور نصر محمد عارف الأتى عن اللغة العربية والعرب فيقول:

وإذا نظرنا إلى العرب عند نزول الوحي نجد أنهم قوم حضارتهم في لغتهم، وكل إسهامهم الإنساني كان في تطوير وإبداع هذه اللغة العظيمة، لم يهتموا كثيرا بالعمائر والأبنية مثل الفراعنة، ولا بالخرافات والأساطير والفلسفات المغرقة في الافتراض والخيال مثل الحضارات المجاورة عند الهنود والفرس والرومان. كل اهتمامهم كان في الإبداع المعنوي في لغة معجزة لا تضاهيها لغة على ظهر الأرض

وبالرغم من جمال اللغة العربية وقدرتها العالية على الوصف مقارنة باللغات الأخرى بسبب ثرائها اللغوى إلا ان السبب الأكبر فى سبب بنائى لكل هذا هو ليس خدمة اللغة العربية على الحقيقة ولكن خدمة البشر البسطاء المتحدثين باللغة العربية كا لغة أولى من أمثالى.

تجربتى الشخصية

أتذكر عندما كنت فى السنين الأول من كليتى (كلية الهندسة بجامعة عين شمس) كان لدى الفضول لأتعرف أكثر على الألكترونيات كالأردوينو والراسبيرى باى واننظمة التشغيل كا لينكس وغيرهم وبدأت بالفعل بالبحث عن دورات تعليمية (كورسات) تساعدنى على تعلم هذه الاشياء واستغلالها فى بناء ما أريد … بعد بعض البحث المفصل وجدت دورة تخصصية (specialization) على موقع كورسيرا تقدم ما أحتاج لمعرفة هذه الأمور.

بعد عدة شهور كنت أكملت المحتوى وتعلمت بعض الأمور الجديدة عنى ولكنى وجدت معرفتى ككل لم تتقدم الكثير وانى لازلت غير قادر على بناء ما أريد وان هناك الكثير من المصطلحات لازالت لا أفهمها حقا.

ظل الوضع معى على ما هو إلا ان قابلت سلسلة كتب كان قام على كتابتها المهندس عبدالله على عبدالله اسمها تعلم الأردوينو ببساطة … اتذكر حتى الأن اعتكافى على هذا الكتاب ومشاريعه حتى افهم كل ما أريد عن الأردوينو وكيفية استخدامها … واتذكر ايضا قرائتى لكتاب اخر من كتبه وهو تعلم راسبرى باى ببساطة واستفادتى الكبيرة منه.

هذه التجربة علمتنى ان المشكلة فى المحتوى العربية لا علاقة لها باللغة ولكن ببراعة وحب اصحابها لها وإتقانهم لما ينتجون لهذا العالم وهذا ما اتمنى ان يحدث عن طريق هذه الثيمة.

ألمانيا ورفض اللغات الأخرى

ألمانيا من النماذج الجيدة على أهمية الدراسة والكتابة باللغة المحلية لكل قوم ورفض اى لغة اخرى غيرها … الكثيرين يعلمون ان من يريد السفر لألمانيا للعمل او الدراسة يجب عليه اتقان الألمانية ليستطيع فعل اى شئ هناك وبالرغم من ان شباب الألمان عندهم معرفة جيدة نوعا ما بالأنجليزية إلا انه لازال مرفوض على مستوى الدولة وعلى مستوى قطاع غير صغير من الشعب العمل او الدراسة فى ألمانيا بدون اتقان اللغة الألمانية.

قد يكون رفض يورجن كلوب للحديث بغير الألمانية فى بلده


او استمرار تدريب المنتخب الألمانى من قبل مدربين ألمان هو علامة واضحة عن اعتزاز هذا المجتمع بلغته ورفضه لأى لغة (او هوية) اخرى ان تكون مهيمنة عليه.

الخاتمة

هناك الكثير والكثير مما يمكننى سرده فى اهمية الكتابة باللغة العربية من كونها لغة شريفة جميلة لوصف الكون وفهم العالم لكونها هويتنا التى يجب ان نعتز بها ونستثمر فيها يوم بعد يوم ولكنى سأترك البساط لمن قرأ هذا عسى ان يسرد من القصص والعلوم ما قد يغير العالم فى يوم من الأيام … ولنتذكر دوما انه لا يغير العالم إلا الشجعان القادرين على مواجهته معتزين بأنفسهم وواثقين من قدراتهم.

دمتم سالمين وألقاكم فى مقالة أخرى ان شاء الله